وقفت هائما صامتا باكيا وانا ارى ثوب مصر
يتمزق قطعا متواصلة- حتى كادت تتعرى وكاد الدم ينهمر من عروقها- ولم اجد ما
اعبر به عن شئ مما يجول فى خاطرى سوى معالجة لمقدمة كتاب لى- مقدمة
تحمل العديد من المعانى التى قد تصلح مخرج لما نحن فيه الى ما نطمح الوصول
اليه- فلن نختلف كثيرا اذا تصورنا أنه من الصعب ان يجد فطاحل السياسة
والقيادة وأولياء الامور فى ادارة البلاد- الوطنيين الفاعلين- وقتا يفكرون
فيه فى غير هموم الوطن- أو أن تتحمل مسيرتهم الطبيعية اشارة مرور صفراء أو حمراء-
فالوقت لا يرحم ولا يقدم تبريرات- وأتصور أنه بداخل الكثير من اولياء
امورنا فى ادارة الوطن هموم وصراعات من أجل الوصول بالوطن الى ما يتمناه كل
مواطن مصرى او كل من يحب مصر- من رفعة وسمو محلى ودولى- وأعلم انه قد تتوحد
احيانا الغايات ولكن قد تختلف الاساليب المستخدمة للوصول لهذه الغايات- وقد
لا تصلح احيانا فيجب اتباع اساليب أخرى- تتناسق بين ما هو واقع وكل ما هو
مطلوب شعبيا-
وآرانى
انظر للمشهد فى بلادى الحبيبة- بأنين دفين ودموع جافة صامته تقف حائلة بين
تقديم صورة واضحة لما اريد ان اتحدث به- ولكنها قد تعكس معان واشياء ووجهات
نظر قد لا تحتمل التأخير- فبلدى الحبيبة مصر- تمد يديها تتوسل ان يعالج
احدا جراحا عميقة تكاد ان تفتك بها- تتلفحها الحسرة وهى ترى ابنائها
يتصارعون ويتقاتلون وهى تنزف دما- والاما- عاجزة- لاتسطيع ان تفصل بينهم او
ان تعيدهم الى مايجب ان يكونوا عليه من تلاحم وتآخى وترابط- ولا تستطيع حتى
ان تحتويهم حولها جميعا- هى الام التى تصارع جراحها ونزيفها وتجول بفكرها
وبصرها عساها تجد ابنا من ابنائها- لديه الحكمة والرؤية بأن يحقق ما تنشده-
من أجل ان يحتوى اسرتها- بمختلف طباعهم وافكارهم وتصرفاتهم وانتماءاتهم
وتوجهاتهم- وهى واثقة انها غمة ستذهب سريعا- واراها من خلال هذه العتمة
الحالكة التى تظل محبوبتنا مصر بضباب يظهر وكأنه سراب لانهاية له- تسأل كل
من يهتم بها- هل انت هذا الرشيد الحكيم الذى يلوح امامها خلال تلك اللوحة
الجميلة التى تغنى بها الخلق دفئا وطمأنينة؟- هل أنت هذا الذى
يعمل لتحقيق
مانأمله قبل فوات الاوان- قبل ان تتمزق الاوصال-
فإن
كنت انت هذا- فلا تتصرف تصرفا فرديا انانيه- وفكر برؤية ساهمة باحثة عن عمل
يجنب هذا البلد ما قد تكون ذاهبه اليه من صراع مدمر مميت- فلا توجد اماكن
قيادية محددة ومطلقة من اجل النجاح فى الغايات الطيبة- ولا يوجد انسان خرج
من رحم مصر غير وطنى او يتجاهل الامها- فقط قد تختلف الاسباب والاساليب-.
وأرى
انه من الأاساليب ان تعتمد رؤيتنا فى الاصلاح والقيادة لاتعتمد على تغيير
رئيس او وزير- ولكن يجب ان تعتمد مع ماتعتمد عليه على رؤية تعتمد على قراءه
واقعية تحليلية بسيطه لأحداث التغيير بناء على قيام الثورات- من خلال تعريف
معنى نتائج الأحداث التى وقعت عند قيام الثورة- ليفرض علينا ما يجب ان يكون
عليه الحكم ومن هو الحاكم وما آلية عمله- وذلك حتى يكون المجتمع قابلا لما
يفعله النظام الحاكم اياً ما كانت هويته او انتماؤه- دون صراع هادم بلا سبب
يُذكَر- او الى كيفية ادارة الدولة- اعتماداً على التغيير فى النظام الحاكم
قبل وبعد الثورة.
ايضا
ماهية الثورات وما هى الفترة الآمنة للثورات- والتى قد نكون خسرناها
بالفعل- وشكل الحكم بعد الثورات- وما هى ركائز المجتمع وحصتها فى التغيير-
والمنظور الحاكم للإعلام (معناه ودوره فى التنمية بعد الثورات)-
رؤية
تعتمد على عدم اقصاء أحد فى سبيل خدمة وطن- تعتمد على الاقرار بحقيقة دفينة
قد لايرغب اطرافها فى الافصاح عنها- وهى الاعتراف والاقرار انه من حق كل
فصيل او جماعة او شخص تم اقصاؤه على مر الزمن باسباب ذات معنى عقائدى او
غيره- ان يشارك فى الحكم- سواء جانب هذا الفريق الصواب ام الخطأ- ومن حق اى
من هؤلاء ان يتم تصحيح اماكنه وحقوقه ومشاركته فى المجتمع بعد ثورة تصحيح
المسار- الا انه يجب عليه ان لايشارك فى عمل ذو شبهة هادمة- وان كان قد
انزلق الى اعمال اضرت ببلده واهله- فعليه ان يدفع الثمن ويخلص زمته بنفس
راضية- وبتوبة صادقة - تعمل عهلى البدء بالبناء وتصحيح اخطاؤه- التوبة
والثمن اولا ثم المشاركة فى البناء
وبالتالى اى رؤية لتحقيق نتائج الثورة- من أى قيادة او فصيل حاكم- ثورى
كان او حزبى- لابد ان تحتوى على مبادئ اساسية تحقق لهذه الفصائل وغيرهم
والمجتمع ككل- وجميع طوائفه- الامان المجتمعى- ولابد على الوجه المقابل-
واقصد الفصائل الاخرى- ان يقتنع هؤلاء بانهم ملزمون وليس مخيرون فى تقديم
السماحة والامان- وان يقتنعو بثقة عالية فى المجتمع بأنه قد تغير فعلا وان
الحساب المجتمعى يعتمد على نتائج التصرفات وليس العقائد- ان اى رؤية تبغى
النجاح والقبول لابد وان تتفق على تمكين المجتمع نفسه لهذه الفصائل وكل من
تضرر وتهمش سابقا- بحق او غير حق- وهذ المبدأ- لايعنى انهم فى ليل ونهار
يتم اندماجهم فى المجتمع ووظائفهم- بل يجب تأهيل مجتمعى للعديد مع كافة
الطوائف الاخرى-
وأرى
انه إن تحقق هذا- او تم الاقتناع بذلك- فهذه الطوائف قادرة ان تعالج
الانفلات داخلها بانفسهم وبمشاركة مجتمعية- فالمجتمعات قاسية فى حكمها
واحكامها- وان نعمل على أن نأمن عالم يتحارب مع نفسه اقتصاديا حتى اصبح
لايرى مابين يديه من نعمة منحها الله له- فنراه يسرق ويقتل بادعاءات نبيلة
كاذبة احيانا- واحيانا عديدة بادعاء الحماية والامن فى الوقت الذى هو نفسه
رسخ هذا الخوف وعدم الامن- وزرع الوقيعة بين الانسان والدولة وبين الدولة
والدولة وبين الاوطان شرقا وغربا- حتى اكاد اشك انك قد تحصل على ماتقتل به
اسرع واسهل من ان تحصل على ماتعيش به- وبالتالى لان رب العالمين- ربنا عز
وجل- قد فضلنا عن المخلوقات اجمعين بعقولنا البشرية- فبعقولنا تلك وسماحة
تفكيرنا سنهتدى يقينا الى سبيل يرضاه لنا للاصلاح- وان نضع امام اعيننا انه
ان كان الله سبحانه وتعالى قد خلق البشرية- بتنوعها من مسلمين ومسيحيين
ويهود وغيرهم حتى الحيوانات باختلاف انواعها- وجعلنا سبحانه وتعالى نتعايش
معهم وبينهم- بمودة وحكمة وبقوانين سمحة وروح واصل قرآنه الكريم لنا- فكيف
لنا ان لانتعايش بمودة وحب- كيف للبعض ان يتعصب فى احكام التعايش وقوانين
المواطنة- وتكفير وترعيب وقتل- ناسين ان ربنا ضرب مثلا قائما ليوم الدين
لنا بوضعنا نتعايش مع اشرس خلقه فى امان من مخلوقات نراها او لا نراها-

|